الروم الماء الحار، وقال حكيم الهند الهليج الأسود، وقال حكيم الفرس الحرف، فكل ذلك ينفع وحده ويقوى المعدة والشهوة ويحفظ الصحة في كل حين من أمراض كثيرة، وقالوا من أمسى وليس في بطنه ثقل لم يخف الفالج ووجع المفاصل، ومن اكل في كل شهر سبعة أيام في كل غداة سبعة مثاقيل من الزبيب المنزوع العجم لم يخف أدواء البلغم وجاد، ذهنه، وكذلك ان اكل يوما من تلك الأيام سبعة أعواد من زنجبيل مربا بالعسل، وقالوا من اكل كل يوم من أيام الشتاء بالغداة ثلث لقم من شهد وفي الصيف كل غداة خيارة واحدة لم يصبه البرسام وان أدمن شم المرزنجوش واستعمل دهنه لم يصبه الصداع ولا ينزل في عينه الماء، ومن أراد أن لا يصيبه حمى الربع فليستعمل اكل الحلتيت، قال أبقراط الذين بطونهم في حداثتهم رطبة فإنها تيبس عند كبرهم، والذين بطونهم يابسة عند حداثتهم فإنها ترطب عند كبرهم، معناه انها تلين في الحداثة لغلبة الصفرا وانها تذهب رطوباتهم فيخرج النجو يابسا، فاما من يبس بطنه في حداثته فذلك لغلبة حرارة الكبد التي تنشف رطوبة المعدة والطعام فيخرج الثفل يابسا، فإذا جاء الكبر ضعفت تلك الحرارة وكثرت لذلك الرطوبات وخرجت الأثفال رطبة "، المقالة الخامسة في التدبير الموافق في فصول السنة والضمور الباب الأول منها في الربيع ان احمد المزاجات والفصول ما كان معتدلا مثل الربيع ومثل الدم فاما ما كان حار رطبا من الأشياء فإنها معفن واما ما كان باردا
(١٠٥)