فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١١٣
ارسا جانيس ان من أراد الجماع فليأته وهو طيب النفس خفيف البدن، ويستعمل قبله الحلوا والشراب الحلو، ويستحم قبل الطعام بماء عذب، ويتمرخ بالدهن، ويجانب الفكر والتعب والقئ، ومن تأذى بالشبق والغلمة فليتشاغل عنه بالنظر في الآداب وغيرها ويغتذي بكل شئ بارد يابس، ويتباعد من النساء، أو يشد على ظهره صحيفة من رصاص، ويستف من بزر الفنجكشت أو السداب، أو يشرب وزن درهم بزر الخس أو حب الشهدانق ويكثر منه " ولجميع ما ذكرناه أبواب مذكورة في الكتاب الموسوم بكتاب الايضاح من السمن والهزال وتهيج الباه وابطاله وجميع فنونه فمن أراد ذلك فليطالع فيه " الباب السابع في أنواع الضمور وما ينفع الأعضاء ويضرها ان أنواع الضمور كثيرة، منها المشي وهو يوقد الحرارة و يهضم الطعام، ومنها الركوب وهو جيد للظهر والفخذين ومنها رفع الصوت بالقراءة والغناء، وفيه تنقية " للصدر " (1) والحلق والرأس، ومنها " المرجوحة " (2) وفيه ضمور للظهر والعنق و الساقين، ومنها اشتيال الحجر وهو جيد للعضدين والظهر، ومنها الصراع وهو يصلب البدن وييبس الفضول ويشهي الطعام، ومنها الوثب والعدو، ومنها طلب الصيد فإنه يجمع تلك الخصال كلها لكثرة ما فيه من العدو وصعود الجبال والهبوط والصياح والاستلقاء على الظهر " وغير ذلك " وذكر جالينوس انه أصاب بعض بلدان الروم الوباء فلم ينج منهم الا أصحاب الطرد والصيد للعلة التي ذكرناها، وقال إن للضمور حدودا ان جاوزها أحد جذب الفضول إلى الاهاب

(1) " الصوت (2) التمريخ "
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»