ديوان دعبل الخزاعي - دعبل الخزاعي - الصفحة ١٠
غلاما خاملا لا يوبه به وكان بينه وبين مسلم بن الوليد (أستاذه) ازار لا يملكان غيره فإذا أراد دعبل الخروج جلس مسلم في البيت عاريا وإذا خرج مسلم جلس دعبل كذلك. وكانا إذا اجتمعا لدعوة يتلاصقان فيطرح هذا شيئا منه عليه والآخر الباقي.
دعبل مع هارون الرشيد تعود قصة دعبل مع هارون إلى اليت الذي قال فيه دعبل:
لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى (1) سمع الرشيد هذا البيت من المغنين لشيوعه فطرب له وسال عن قائله فقيل دعبل بن على وهو غلام نشا من خزاعة. فامر باحضار عشرة آلاف درهم وخلعة من ثيابه و مركبه من مراكبه ودفع ذلك إلى خادم من خاصته وقال: اذهب إلى خزاعة فا سال عن دعبل بن على واعطه هذا وقل له ليحضر ان شاء وان لم يحب ذلك فدعه. فسار الغلام إلى دعبل وأعطاه الجائزة وأشار عليه بالمسير إليه. فلما دخل عليه وسلم امره بالجلوس واستنشده الشعر فأنشده فاستحسنه وأمره بملازمته واجرى عليه رزقا سنيا فكان أول من حرضه وجراه على قول الشعر وبعثه عليه. قال عبد الله بن طاهر: فوالله ما بلغه ان الرشيد مات حتى كافأه على ما فعله من العطاء السنى والغنى بعد الفقر والرفعة بعد الخمول بأقبح مكافاة وقال قصيدة مدح بها أهل البيت عليهم السلام وهجا الرشيد (2)

(١) الأغاني ج ٢٠ ص ١٩٣.
(٢) أعيان الشيعة ج ٦ ص ٤٠٦.
الأبيات التي هجا فيها الرشيد:
قبران في طوس خير الخلق كلهم وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا على الزكي بقرب الرجس من ضرر وللسيد الأمين رحمه الله رأى في موضوع هجاء الرشيد في الأبيات فليراجع.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»