الإضرار بهم بما ينفعهم أو ينفعهم وبالغوا أو أكثروا في قطع أولي قراباته، أو قطع قراباته بالنسبة إليهم، أو إلى أولي القرابات، فسوف يقابلون بما يكفيهم يوم القيامة بتقطيعهم أو بالتقطيع الذي أوقعوه وأثبتوا عزمهم على الغدر بمولاهم خسرانا وهلاكا; لإزماعهم ذلك أو على ذلك أو لما أزمعوه وأزمعوا عليه من الغدر، أو لما بسببه أزمعوا على الغدر وهو الكفر والنفاق.
أو غلبة الهوى وإيثار الدنيا على العقبى، أو الغيظ لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وعداوته، أو لما أزمعوا أو إزماعهم غدرا بمولاهم، أو هلاكا وخسرانا لهم لأجل ما كان به أزمعوا.
ثم إن من الظاهر عند المتتبع أن المذكور في كتب الأصحاب وغيرهم أنهم بادروا إلى الخلاف واجتذاب الخلافة بعضهم من بعض قبل دفن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، والذي ينص عليه النظم أن ذلك وقع بعد الفراغ عن الدفن.
وأيضا فلم يذكر في شيء من الكتب أن أولئك الغاصبين ومن تبعهم كانوا حاضرين في دفنه حتى يتحقق منهم انصراف عنه، فلعله أراد أن تمام ذلك وكماله إنما حصل بعد الدفن وانصراف قوم منهم عن الدفن فإن كثيرا من الناس لم يبايعوا أبا بكر إلا بعد الانصراف عن الدفن، وأيضا إنما حصلت البيعة الفاسدة بعد طول مشاجرة ومقاولة لم تنته إلا بعد حصول الفراغ عن دفنه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
المعاني:
فيه مسائل:
الأولى: التعبير عن الزمان الماضي ب «إذا» الموضوعة للمستقبل، لإظهار كراهة ما وقع فيه من التضييع أو الدفن أو كليهما والدلالة على شدة فظاعته