ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٧
شعوره بالزعامة الأدبية نقرأ من خلال آثار صاحب الديوان فنجد أنه كان مؤمنا بالزعامة الأدبية والتفوق على شعراء عصره، فكثيرا ما تراه يصرح بذلك في رسائله وشعره وأحاديثه وخاصة عندما يحتدم غيضا، فمن ذلك قوله:
من رسالته إلى العلامة الميرزا صالح القزويني (فلقد علم هذا العصر، أني لسانه الذي انتهت إليه مقالة الشعر) ومن قوله:
وأنا الذي لم يسخ بي أحد * إلا غدا ونديمه الندم وإذا اهتززت لمدح ذي كرم * فأنا لسان والزمان فم ومما يؤكد لنا شعوره بالزعامة الأدبية كونه رثى هذا الامام مع مناورته له وعتابه إياه، ذلك العتاب المر، في حين أن العادة جرت على خلاف ذلك، فلقد علم هو أن القزويني عندما اختلف معه لم يؤثر كل منهما على مقام الثاني، فقد رثاه حين الوفاة العشرات من الشعراء البارزين وأصنافهم من الشعراء الناشئين مما دعا أن تؤلف كتب لاستيعاب ذلك النتاج، لذا رأى شاعرنا ان العزلة والسكوت يفضيان إلى نسيانه وخسارته مكانته الأدبية، وإذ ذاك حرص إلا أن ينزل الميدان ليهيمن على ذلك الجو الأدبي وليعلم الجميع أنه الفارس السباق فكان ما أراد، مفضلا مواصلة شعوره على الاختلاف والبرودة التي حدثت بينه وبين الفقيد، ولم يبق هذا الشعور دون أن أصبح حقيقة ثابتة فكان إذا سافر إلى سامراء لزيارة الامامين العسكريين والحجة الشيرازي قدس سره يصحبه في ركابه مائة شاعر وتراه في طليعة الركب مرتديا حلته الخضراء، فكان الامام الشيرازي يرعاهم لرفقتهم معه، وتعريفه لهم عنده.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»