ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ١٩
أي بشرى كست الدنيا بهاءا * قم، فهني الأرض فيها والسماءا طبق الارجاء منها أرج * عطرت نفخة رياه الفضاءا بعثة أعلن (جبريل) بها * قبل ذا، في الملأ الأعلى النداءا قائلا: قد بعث النور الذي * ليس يخشى أبد الدهر انطفاءا فهنيئا: فتح الخير بمن * ختم الرحمن فيه الأنبياءا وأتى أكرم مبعوث قد * اختاره الله انتجابا واصطفاءا سيد الرسل جميعا (أحمد) * من بعلياه أتى (الذكر) ثناءا (مبعث) قد ولدته ليلة * للورى ظلماؤها كانت ضياءا بوركت من ليلة في صبحها * كشف الله عن الحق الغطاءا خلع الله عليها نضرة * راقت العالم زهوا واجتلاءا كما مرت حلت في مرها * راحت الأفراح رشفا وانتشاءا واستهل الدهر يثني مطربا * عطف نشوان ويختال ازدهاءا فلتهن (الملة الغراء) من * أحكم الله بها منها البناءا ولتباهل فيه أعداء الهدى * ولتباه اليوم فيه العلماءا ذو محيا فيه تستسقى السما * ونبات علم الجود السماءا رق بشرا، وجهه حتى لقد * كاد أن يقطر منه البشر ماءا فعلى نور الهدى من وجهه * وجد الناس إلى الرشد اهتداءا فهو ظل الله في الأرض على * (فئة الحق) بلطف الله فاءا فكفى (هاشم) فخرا أنها * ولدته لمزاياها وعاءا فلها اليوم انتهى الفخر به * وله الفخر ابتداءا وانتهاءا ساد أهل الدين علما، وتقى * وصلاحا، وعفافا، وإباءا زان (سامرا) وكانت عاطلا * تتشكى من محليها الجفاءا وغدت أفناؤها آنسة * وهي كانت أوحش الأرض فناءا حي فيها (المرقد الأسنى) * وقل: زادك الله بهاء وسناءا إنما أنت فراش للألى * جعل الله السما فيهم بناءا ما حوت أبراجها من شهبها * كوجوه فيك فاقتها بهاءا قد توارت فيك أقمار هدى * ودت الشمس لها تغدو فداءا أبدا تزداد في العليا سنى * وظهورا، كلما زيدت خفاءا ثم نادي القبة العليا وقل: * طاولي يا قبة (الهادي) السماءا بمعالي (العسكريين) اشمخي * وعلى أفلاكها زيدي علاءا واغلبي زهر الدراري في السنا * فبك العالم - لا فيها - أضاءا خطك الله تعالى دارة * لذكائي شرف فاقا ذكاءا وبنا عرج على تلك التي * أودعتنا عندها (الغيبة) داءا حجب الله بها (الداعي) الذي * هو للأعين قد كان الضياءا وبها الأملاك في ألطافه * للورى تهبط صبحا ومساءا قف وقل عن مهجة ذائبة * ومن العينين فأنضجها دماءا يا إمام العصر ما أقتلها * حسرة كانت هي الداء العياءا مطلتنا البءر في تعليلها * وسوى مءراك لا نلقى شفاءا برئت ذمة جبار السما * من أناس منك قد أضحوا براءا فمتى تبرد أحشاء لنا؟ * كدن بالأنفاس يضر من الهواءا ونرى يا (قائم الحق) انتضت * سيفها منك يد الله انتضاءا أفهل نبقى - كما تبصرنا -؟ * تنفذ الأيام والصبر رجاءا!!
لا رأى الرحمة من قال رياءا: * قلت الروح لمولاها: فداءا وقال رحمه الله يمدح جده الإمام الحسين وأخاه العباس عليهما السلام:
حبست رجائي عن الباخلين * وأنزلت في ابني (على) رجائي هما لي حرز من النائبات * بل حرم من جميع البلاء فبي عائلان بدار الفناء * ولي شافعان بدار البقاء أشبلي (علي) ومن إن دعوت * في كل خطب أجابا دعائي أرى الدهر - من حيث لا أتقي - * رماني، ويعلم أنتم وقائي وقال رحمه الله في مدح الإمامين الكاظمين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام:
منى القصد وتحقيق الرجاء * من سليلي آل طاها الأصفياء لا أرى يجبه بالرد أمرؤ * قارعا لله بابا للدعاء فرجائي كيف يغدو خائبا * عند بابين لجبار السماء
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»