ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ١٠٠
وقال معاتبا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني (335):
ولاؤك أنفع (336) ما يذخر * وذكرك أضوع ما ينشر أجل ومكارمك الباهرات * أجل وأعظم ما يشكر (أبا جعفر) أنت لطف الاله * وأنت لرأفته مظهر براك الاله لنا رحمة * يعان بها العائل المقتر لقد صنت وجهي عن أن يرى * لدى أحد ماؤه يقطر وعودتني كرما أن تجود * علي ابتداء بما يغمر فأضحى لساني لديك يطول * وهو لدي غيركم يقصر أبو إخوة لي على الحاسدين * على قلتي بهم أكثر وداد الورى عرض زائل * وثابت ودهم جوهر هم الأطيبون هم الأنجبون * هم السحب جودا هم الأبحر وهم عدتي حيث لا عدة * وهم معشري حيث لا معشر وعني بهم كم دفعت الخطوب * فولت بأذيالها تعثر توعدني زمني بالظما * وفي زعمه أنني أضجر فقلت له: خلي عني الوعيد * أيظمأ من عنده (جعفر) (337) فتى أملي في ندى كفه * كبير وهمته أكبر له أنمل سحب عشرها * وراح أساريرها أبحر وعيشي في طيبها (صالح) * رياض المنى فيه لي تزهر محياه كالبدر لا بل أتم * على أنه الشمس بل أنور فيا رائشي حصن مني الجناح * ففي الوكر طيري لقا يصفر ويا ناعشي أضعفت من قواي * أمور بها كاهلي موقر أعد نظرا نحو حالي غدت * ومربعها طلل مقفر لئن أنت فيها غرست الجميل * بالشكر سوف إذا يثمر وعن بصري إن جلوت القذا * فاني بهديك مستبصر وإن كنت أخرت صنع الجميل * بعسر وليتك لا تعسر فحسبي صنايعك السالفات * واجبة الشكر لا تكفر ستعذر عندي عذر الذي * على نفسية نفسه تصبر ولكن على كل حال أخال * بأن لك نفسك لا تعذر

335 السيد مهدي القزويني: علم فذ، وعلامة جهبذ، وفقيه متضلع جد الأسرة المعروفة بالحلة اليوم والتي تبتدء سلسلتها في العراق من العلامة السيد احمد القزويني الكبير المعاصر للحجة السيد مهدي بحر العلوم والمصاهر له على كريمته. هاجر من قزوين إلى النجف وفيها تألق نجمه واشتهر فيها. والسيد مهدي هذا حفيده وأبو الأشبال الأربعة:
(1) الميرزا جعفر (2) الميرزا صالح (3) السيد محمد (4) السيد حسين.
ولد في النجف سنة 1222 ه‍ ونشأ فيها فدرس العلوم على أعلامها واختص بالعلامة الشيخ علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ولمزيد علمته به زوجه من كريمته أم الأشبال.
هاجر من النجف إلى الحلة فأسس فيها دار مجده وانصرف إلى التأليف والكتابة فأكثر من التأليف بمختلف العلوم والفنون كالفقه والأصول والحديث والرجال والحكمة والكلام والأخلاق وسائر العلوم العربية وهي لا تزال مخطوطة، ولم ينشر منها إلا رسائل لا تكاد تذكر. كما ساهم في بعث الحركة الأدبية وصقلها في أواخر القرن التاسع عشر.
توفي قرب مدينة (السماوة) عند عودته من الحج سنة 1300 ه‍ ونقل جثمانه إلى النجف فدفن في مقبرته الخاصة، ورثاه الشعراء بقصائد كثيرة.
336 وفي نسخة: أنفس.
337 جعفر اسم للنهر، ويقصد منه التورية باسم السيد ميرزا جعفر القزويني.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»