خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٨
وقد أجاب الشارح على تقدير صحة رواية الفاء بجوابين: أحدهما: أنها بمعنى إلى لدخولها في الأماكن فلا تدل على الترتيب المقتضي للتفريق. وهذا الجواب مركب من قولين لأن الذي يقول: إن الفاء بمعنى إلى لا يشترط في مدخولها أن يكون مكانا. ومن ذكر دخولها على المكان لا يقول إنها بمعنى إلى وإنما هي عنده بمعنى الواو لمطلق الجمع ولا تفيد ترتيبا والأول قول بعض البغداديين.
قال العسكري: قال بعض البغداديين: أراد قفا نبك ما بين الدخول إلى حومل إلى توضح إلى المقراة. فالفاء في موضع إلى فأضمر ما مع بين كقولك: هو أحسن الناس قرنا فقدما ولم يضمر ونقله ابن هشام أيضا في المغني فقال: وقال بعض البغداديين: الأصل ما بين الدخول فحذف ما دون بين كما عكس من قال: البسيط يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم أصله ما بين قرن فحذف بينا وأقام قرنا مقامها ومثله: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قال: والفاء نائبة عن إلى ويحتاج على هذا القول إلى أن يقال: وصحت إضافة بين إلى الدخول لا شتماله على مواضع أو لأن التقدير بين مواضع الدخول انتهى.
والثاني: هو قول الجرمي قال أبو حيان في الارتشاف وابن هاشم في المغني: وقال الجرمي: لا تفيد الفاء الترتيب في البقاع ولا في الأمطار بدليل
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»