خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٧٨
وهذا البيت من شواهد كتاب سيبويه والمفصل وغيره هو تخفيف أن المفتوحة واسمها ضمير الشأن المحذوف.
قال ابن جني في المحتسب عند قراءة الأعرج وغيره: أن لعنة الله و أن غضب الله: من خفف ورفع فأن عنده مخففة واسمها ضمير الشأن محذوف ولم يكن من إضماره بد لأن المفتوحة إذا خففت لم تصر حرف ابتداء إنما تلك إن المكسورة وعليه قول الشاعر: قد علموا أن هالك البيت أي: بأنه هالك كل من يخفى وينتعل. وسبب ذلك أن اتصال المكسورة باسمها وخبرها اتصال العامل بالمعمول فيه واتصال المفتوحة باسمها وخبرها اتصالان: أحدهما: اتصال العامل بالمعمول فيه وألاخر: اتصال الصلة بالموصول.
ألا ترى أن ما بعد المفتوحة صلة فلما قوي مع الفتح اتصال أن بما بعدها لم يكن لها بد من اسم مقدر محذوف تعمل فيه ولما ضعف اتصال المكسورة بما بعدها جاز إذا خففت أن تفارق العمل وتخلص حرف ابتداء انتهى.
وقال السيرافي: وفي كتاب مبرمان: هذا البيت معمول. والبيت: أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل قال: والشاهد في كلتا الروايتين واحد لأنه في إضمار الهاء وتقديره أنه هالك وأنه ليس.
قال ابن المستوفي: والذي ذكره السيرافي صحيح ولا شك أن النحويين غيروه ليقع الاسم بعد أن المخففة مرفوعا وحكمه أن يقع بعد أن المثقلة منصوبا فلما تغير اللفظ تغير الحكم. وقال سيبويه: أن هالك الرفع فيه على إضمار الهاء. انتهى.
وقوله: نازعتهم قضب الريحان.. إلخ نازعتهم: جاذبتهم. وقضب: جمع قضيب يريد: تناولت منهم قضب الريحان عند التحية فإنهم
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»