خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٣
ومثله في العربية: آتيتك كي إن تحدث بحديث أسمعه منك فلما جاء بعد الجزم جزم. انتهى نصه بحروفه.
وأما كلامه الثاني فقد قاله عند تفسير قوله تعالى: لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله من سورة الإسراء قال: لا يأتون جواب لقوله: لئن والعرب إذا أجابت: لئن بلا جعلوا ما بعد لا رفعا لأن لئن كاليمين وجواب اليمين بلا مرفوع.
وربما جزم الشاعر لأن لئن إن التي يجازى بها زيدت عليها لام فوجه الفعل فيها إلى فعل ولو أتى بيفعل لجاز جزمه. وقد جزم بعض الشعراء ب لئن وبعضهم بلا التي هي جوابها.
قال الأعشى:
* لئن منيت عن غب معركة * لاتلفنا عن دماء القوم ننتقل * وتلقنا بالقاف أيضا. وأنشدتني عقيلية فصيحة: لئن كان ما حدثته اليوم صادقا البيتين وأنشدني الكسائي للكميت بن معروف:) * لئن تك قد ضاقت عليكم بلادكم * ليعلم ربي أن بيتي واسع * انتهى كلامه ووافقه ابن مالك في التسهيل: وقد يغني جواب الأداة مسبوقة بالقسم. يعني إن لم يتقدم مبتدأ أو أخر القسم عن الشرط وجب الاستغناء عن جوابه بجواب الشرط وإن أخر الشرط استغني في أكثر الكلام عن جوابه بجواب القسم ولا يمتنع الاستغناء بجواب الشرط مع تأخره.
ومن شواهد ذلك عنده قول الفرزدق: الطويل *
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»