خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٠
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا * أصم في نهار القيظ للشمس باديا * وقوله: البسيط * ألمم بزينب إن البين قد أفدا * قل الثواء لئن كان الرحيل غدا * بل هي في ذلك كله زائدة.
أما الأولان فلأن الشرط قد أجيب بالجملة المقرونة بالفاء في البيت الأول وبالفعل المجزوم في البيت الثاني فلو كانت اللام للتوطئة لم يجب إلا القسم. هذا هو الصحيح. وخالف في ذلك) الفراء فزعم أن الشرط قد يجاب مع تقدم القسم عليه.
وأما الثالث فلأن الجواب قد حذف مدلولا عليه بما قبل إن فلو كان ثم قسم مقدر لزم الإجحاف بحذف جوابين. انتهى.
والجواب الجيد ما قاله الشارح من أن هذا ضرورة فإن جوابه لا يتأتى في قوله: حلفت له إن تدلج الليل لا يزل....................... البيت الآتي وقد نقلوا عن الفراء جوازه في الكلام أيضا. ورأيت كلامه مضطربا في هذه المسألة فتارة أجاز بمرجوحية كما نقلوا وتارة جزم بأن ما ورد منه في الشعر ضرورة.
أما الأول فقد قاله في تفسير قوله تعالى: ولقد علموا لمن اشتراه من سورة البقرة وهذا نصه: صيروا جواب الجزاء بما يلقى به اليمين إما بلام وإما بلا وإما بأن وإما بما فتقول في ما: لئن أتيتني ما ذلك لك بضائع. وفي إن: لئن أتيتني إن ذلك لمشكور.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»