خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣١٠
الأعلم فقال: هل تبوح بما استودعتك من سرها يأسا منها أم تصرم حبلها لنأيها عنك وبعدها.
انتهى.
وقوله: أم هل كبير بكى.... إلخ أم: هنا منقطعة أيضا بمعنى بل ومجردة عن الاستفهام) لدخولها على هل كما تقدم عن الشارح قال ابن عصفور في الضرائر: تقدم كبير على بكى ضرورة.
وإذا وقع بعد أدوات الاستفهام ما عدا الهمزة اسم وفعل فإنك تقدم الفعل على الاسم في سعة الكلام ولا يجوز تقديم الاسم على الفعل إلا في ضرورة شعر كالبيت ولولا الضرورة لقال: أم هل بكى كبير.
هذا كلامه وتبعه ابن عقيل والمرادي في شرح التسهيل.
وأقول: هذا ليس منه فإن هل داخلة على جملة اسميه نحو: هل زيد قائم أي: هل كبير موصوف بهذه الصفة مشكوم.
فكبير: مبتدأ وبكى: صفته ومشكوم: خبره فإن المحدث به مشكوم لا بكى كما يشهد به المعنى. ولو كان بكى هو المحدث به نحو: هل زيد قام لكان كما قال ضرورة في الشعر وقال الأعلم: أراد بالكبير نفسه أي: هل تجازيك ببكائك على إثرها وأنت شيخ. والمشكوم: المجازي. والشكم: العطية جزاء فإن كانت ابتدائية فهي الشكد. انتهى.
وقال العيني: أراد بالكبير قيس بن الخطيم. ولا أعلم له وجها ومناسبة هنا.
وقال ابن الأنباري: المشكوم: المجزي وقد شكمته أشكمه شكما من باب نصرته نصرا والاسم الشكم بالضم وهو المكافأة بحسن الصنيع.
وإثر الأحبة بكسر الهمزة وسكون المثلثة وفتحهما لغة. والبين: الفراق. وإثر ويوم متعلقان ببكي.
وقوله: لم يقض عبرته هو صفة ثانية لكبير. والعبرة بالفتح: الدمعة.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»