وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها * فليس لمخضوب البنان يمين * وقدرنا الهمزة مع أم لأن المعنى يقتضيها كما تقدم من الشارح من أنها لا يجب تقديرها مع أم وقد قدرها ابن جني في المحتسب على طريقة البصريين قال في سورة الطور: ومن ذلك قراءة الناس: أم هم قوم طاغون وقرأ مجاهد: بل هم وهذا هو الموضع الذي يقول أصحابنا فيه: إن أم المنقطعة بمعنى بل للترك والتحول إلا أن ما بعد بل متيقن وما بعد أم مشكوك فيه مسؤول عنه. وذلك كقول علقمة بن عبدة: هل ما علمت البيت كأنه قال: بل أحبلها إذ نأتك مصروم.
ويؤكده قوله بعده: أم هل كبير بكى البيت ألا ترى إلى ظهور حرف الاستفهام وهو هل وفي قوله: أم هل كبير بكى حتى كأنه قال: بل هو كبير. ترك الكلام الأول وأخذ في استفهام مستأنف. انتهى.
ولم يذكر ابن الأنباري في شرحه من هذا شيئا وإنما نقل ما يتعلق بمعناه قال: قال الضبي: أي هل ما علمت وما استودعت من حبها مكتوم عندها أم منتشر. وغيره قال: معناه هل ما علمت مما كان بينك وبينها وما استودعت من حبها مكتوم عندها فهي على الوفاء أم قد صرمتك.
وقال الرستمي: المعنى هل تكتم السر الذي علمت وما كان بينها وبينك وتكتم ما هذا ما أورده. وقول الرستمي غير مناسب للنسيب والمذهب الغرامي وقد تبعه