خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣١١
قال الضبي: لم يقض عبرته أي: لم يشتف من البكاء لأن في ذلك راحة كما قال امرؤ القيس: الطويل وإن شفائي عبرة لو صببتها وقال غيره: أي لم ينفذ ماء شؤونه ولم يخرج دمعه كله لأنه إذا لم يخرجه كان أشد لأسفه واحتراق قلبه.
وحكي عن أبي بكر بن عياش أنه كان يشتد حزنه حتى يكاد يحترق قلبه ولا يقدر على إظهاره قطرة من دموعه فوقف ذو الرمة بكناسة الكوفة ينشد وحضره أبو بكر وهو ينشد:) الطويل * لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل * فتعاطى البكاء بعد ذلك فكان إذا حزن واشتد حزنه يتعاطى البكاء فيبكي ويسيل دمعه فيستريح لذلك.
روى صاحب الأغاني بسنده إلى العباس بن هشام عن أبيه قال: مر رجل من مزينة على باب رجل من الأنصار وكان يتهم بامرأته فلما حاذى بابه تنفس ثم تمثل:
* هل ما علمت وما استودعت مكتوم * أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم * قال: فعلق به الرجل فرفعه إلى عمر رضي الله عنه فاستعداه عليه فقال له
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»