خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٥
وليس فيه جمع استفهامين فإن أم عند الشارح كما تقدم في حروف العطف مجردة عن الاستفهام إذا وقع بعدها أداة استفهام حرفا كانت أم اسما.
وأم المنقطعة عن الشارح حرف استئناف بمعنى بل فقط أو مع الهمزة بحسب المعنى وذلك فيما إذا لم يوجد بعدها أداة استئناف. وليست عاطفة عنده وفاقا للمغاربة.
قال المرادي في الجنى الداني: إن قلت: أم المنقطعة هل هي عاطفة أو ليست بعاطفة قلت: المغاربة يقولون: إنها ليست بعاطفة لا في مفرد ولا في جملة.
وذكر ابن مالك أنها قد تعطف المفرد كقول العرب: إنها لإبل أم شاء. قال: فأم هنا لمجرد الإضراب عاطفة ما بعدها على ما قبلها كما يكون ما بعد بل فإنها بمعناها. انتهى.
قال ابن هشام في المغني: لا تدخل أم المنقطعة على مفرد ولهذا قدروا المبتدأ في: إنها لإبل أم شاء. وخرق ابن مالك في بعض كتبه إجماع النحويين فقال: لا حاجة لتقدير مبتدأ.
وزعم أنها تعطف المفردات كبل وقدرها ببل دون همزة. واستدل بقول بعضهم: إن هناك) لإبلا أم شاء بالنصب. فإن صحت روايته فالأولى أن يقدر لشاء ناصب أي: أم أرى شاء.
وممن ذهب إلى أن أم عاطفة ابن يعيش ثم اضطرب كلامه في نحو: أم هل وفي: أم كيف.
فتارة ادعى تجريد أم عن الاستفهام وتارة ادعى التجريد عن هل.
قال في فصل حرفي الاستفهام: من المحال اجتماع حرفين بمعنى واحد. فإن قيل: فقد تدخل على هل أم وهي استفهام نحو: أم هل كبير بكى... البيت فالجواب أن أم فيها معنيان: أحدهما: الاستفهام.
والآخر: العطف فلما احتيج إلى معنى العطف فيها مع هل خلع منها
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»