خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٨
روى صاحب الأغاني بسنده إلى حماد الراوية قال: كانت العرب تعرض أشعارها على قريش فما قبلوه منهما كان مقبولا وما ردوه منها كان مردودا فقدم عليهم علقمة بن عبدة فأنشدهم قصيدته التي يقول فيها: هل ما علمت وما استودعت مكتوم فقالوا: هذه سمط الدر. ثم عاد إليهم في العام المقبل فأنشدهم: طحا بك قلب في الحسان طروب فقالوا هاتان سمطا الدر.
وقوله: هل ما علمت... إلخ هل هنا دخلت على الجملة الإسمية فإن ما: موصولة مبتدأ وما: الثانية معطوف عليها ومكتوم: خبر المبتدأ والفعلان في الخطاب الأول بالبناء للمعلوم والثاني بالبناء للمجهول.
والمكتوم: المستور. وأم عند الشارح حرف استئناف بمعنى بل لأنها منقطعة وفيها معنى الهمزة كما يأتي وجملة حبلها مصروم: من المبتدأ والخبر استئنافية وإذ: تعليلية متعلقة بمصروم بمعنى مقطوع.
والحبل استعارة للوصل و المحبة. ونأتك أصله نأت عنك فحذف عن ووصل الضمير بالفعل) ونأت بمعنى بعدت.
والمعنى: هل تكتم الحبيبة وتحفظ ما علمت من ودها لك وما استودعته منها من قولها: أنا على العهد لا أحول عنك وشيمتي الوفاء لك.
بل انصرم حبلها منك لبعدها عنك فإن من غاب عن العين غاب عن القلب. وهذه شيمة الغواني كما قال الشاعر: الطويل *
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»