خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٢
وذكر الغد يكثر فيما يتراخى من عواقب الأمور والمعنى في المستأنف من الوقت. وهذا زاد عليه ضحى لأنه من النهار أضوأ فكأن المعنى: لم يتبين لهم ما دعوتهم إليه إلا في الوقت الذي لا لبس فيه.
وقد تمثل بهذا البيت أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بعد ما ظهر من أمر الخوارج ما ظهر من التحكيم في قوله: وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصير أمر فأبيتم على إباء المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة حتى ارتاب الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوزان: أمرتهم أمري.......
البيت.
وقوله: وهل أنا إلا من غزية أي: ما أنا إلا من غزية في حالة الغي والرشاد فإن عدلوا عن الصواب عدلت معهم وإن اقتحموا اقتحمت معهم. وغزية بفتح الغين وكسر الزاي المعجمتين:) رهط دريد.
وقال أبو تمام في مختار أشعار القبائل: غزية: جد دريد. يقول: أنا تابع لقومي على رشد كانوا أم غي.
قال صاحب الصحاح: الغي: الضلال. والخيبة أيضا. وقد غوى بالفتح يغوي بالكسر غيا وغواية. وأنشد البيت. والرشد جاء فعله من باب فرح ومن باب نصر.
وقوله: دعاني أخي... إلخ لم يروه أبو تمام. واستشهد به ابن الناظم وغيره في دخول الباء الزائدة في المفعول الثاني لوجد. والقعدد بضم القاف والدال ويجوز فتح الدال أيضا.
قال ابن سيده في المحكم: هو الجبان اللئيم القاعد عن الحرب والمكارم. قال صاحب الصحاح: ورجل قعدد وقعدد إذا كان قريب الآباء إلى الجد الأكبر. ويمدح به من وجه لأن الولاء للكبر ويذم من وجه لأنه من أولاد الهرمي وينسب إلى الضعف. وأنشد البيت.
وقوله: تنادوا فقالوا... إلخ يريد: بالخيل الفرسان. يقول: نادى
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»