خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٦
وقوله: ألقى الليث فيها ذراعه يقول: مطرت بنوء الذراع وهي ذراع الأسد فسرت الماشي أي: صاحب الماشية وساءت المصرم: الذي لا مال له لأن الماشي يرعيها ماشيته والمصرم يتلهف على ما يرى من حسنها وليس له ما يرعيها.
وقوله: تمشي بها الدرماء يعني الأرنب وإنما سميت الدرماء لتقارب خطوها وذلك لأن الأرانب تدرم درما تقارب خطوها وتخفيه لئلا يقص أثرها فيقال: درماء. وكان ينبغي أن يقول: دارمة.
وقوله: تسحب قصبها وهذا مثل. و القصب: المعى مقصور والجمع أقصاب.
وإنما أراد بالقصب البطن بعينه واستعاره. يقول: فالأرنب قد عظم بطنها من أكل الكلأ وسمنت فكأنها حبلى. و الأونان: العدلان.
يقول: كأن عليها عدلين لخروج جنبيها وانتفاجهما. ويقال: أون الحمار وغيره إذا شرب حتى ينتفخ جنباه. انتهى.
ونقلته من نسخة بخط أبي الفتح عثمان بن جني وعليها خط أبي علي الفارسي في أولها وآخرها بالإجازة له ورواها عن ابن دريد عن الأشنانداني. وكذا شرحهما عبد اللطيف البغدادي في شرح نقد الشعر لقدامة.) وقوله: فيها رطب ويبيس الرطب بضم الراء: المرعى الأخضر من بقول الربيع.
وبعضهم يقول: الرطبة كغرفة: الخلا وهو الغض من الكلأ. واليبيس من النبات على فعيل: ما يبس منه. و النوء: سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»