خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٥٣٧
* ويمكن أن يكون الآخر منه حرك لما لحقه الحذف والتأنيث فأشبه بهما الأسماء كما حرك الآخر من ضرب. انتهى المراد منه.
ورواه ابن جني في المحتسب بسكون الباء. أنشد البيت وقال: أراد رب فحذف إحدى الباءين وبقى الثانية مجزومة كما كانت قبل الحذف.
ورواه العسكري في كتاب التصحيف بالوجهين. أنشد البيت وقال: رب فيه خفيفة. ورواه وأنشد: الوافر * ألا رب ناصر لك من لؤي * كريم لو تناديه أجابا * وتقول العرب: رب بالتشديد ورب بالتخفيف ورب رجل فيسكنون الباء ثم يقولون: ربت رجل وربت رجل ورب رجل فيفتحون الراء ويشددون وربما رجل مشدد ومخفف وربتما فيفتحون. حكى ذلك قطرب. انتهى.) وبهذا النقل يرد على أبي علي وعلى ابن يعيش في قوله تبعا له: إنهم قالوا: رب بضم الراء وفتح الباء خفيفة ويحتمل ذلك وجوها: أحدها: أنهم حذفوا إحدى الباءين تخفيفا كراهية التضعيف وكان القياس أن يسكن آخرها لأنه لم يلتق فيها ساكنان كما فعلوا بأن ونظائرها حين خففوها إلا أن المسموع رب بالفتح نحو قوله: رب هيضل لجل لففت بهيضل كأنهم أبقوا الفتحة مع التخفيف دلالة على أنها كانت مثقلة مفتوحة.
ويمكن أن يكون إنما فتح باء رب لأنه لما لحقه الحذف وتاء التأنيث أشبهت الأفعال الماضية ففتحت.
وقد قالوا: رب بالتخفيف وسكون الباء على القياس حذفوا المتحرك لأنه أبلغ في التخفيف.
انتهى.
وقد نقض أول كلامه بآخره.
والبيت من قصيدة لأبي كبير الهذلي وأولها: الكامل * أزهير هل عن شيبة من معدل * أم لا سبيل إلى الشباب الأول * * أم لا سبيل إلى الشباب وذكره * أشهى إلي من الرحيق السلسل * * ذهب الشباب وفات مني ما مضى * ونضا زهير كريهتي وتبطلي * * وصحوت عن ذكر الغواني وانتهى * عمري وأنكرني الغداة تقتلي * * أزهير إن يشب القذال فإنه * رب هيضل مرس لففت بهيضل * * فلففت بينهم لغير هوادة * إلا لسفك للدماء محلل * وقوله: أزهير... إلخ الهمزة للنداء. وزهير: مرخم زهير وهي ابنته. قال السكري وكذا قال أبو سعيد: ومنهم من يقول امرأة ومنهم من يقول: رجل.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»