وهذا البيت ذكره أبو حنيفة الدينوري في كتابه في الأنواء وذكره ابن جني في الخاطريات. وهو في ديوان ذي الرمة مشهور. اه.
وأجاب ابن الشجري بقوله: وأما قوله في أمل وآمل أنهما لا يجوزان عنده لأنه لم يسمع في الماضي منهما أمل خفيف الميم فليت شعري ما الذي سمع من اللغة ووعاه حتى أنكر أن يفوته هذا الحرف وإنما ينكر مثل هذا من أنعم النظر في كتب اللغة كلها ووقف على تركيب أ م ل في كتاب العين للخليل وكتاب الجمهرة لابن دريد والمجمل لابن فارس وديوان الأدب للفارابي وكتاب الصحاح للجوهري وغير ذلك من كتاب اللغة.
فإذا وقف على أمهات كتب هذا العلم التي استوعب كل كتاب منها اللغة أو معظمها فرأى أن هذا الحرف قد فات أولئك الأعيان ثم سمع قول كعب بن زهير: سلم لكعب وأذعن له صاغرا فكيف يقول: من لم يتولج سمعه عشرة أسطر من هذه الكتب التي ذكرتها: لم أسمع أمل ولم أسلم أن يقال: مأمول.
وأما قوله: إنه لا يجوز يأمل ولا مأمول إلا أن يسمعني الثقة أمل فقول من لم يعلم بأنهم قالوا:) فقير ولم يقولوا في ماضيه فقر ولم يأت فعله إلا بالزيادة أفتراه ينكر أن يقال: فقير لأن الثقة لم يسمعه فقر ولعله يجحد أن يكونوا نطقوا بفقير وقد ورد به القرآن في قوله جل ثناؤه: