وقال صاحب المصباح: أملته أملا من باب طلب وهو ضد اليأس. وأكثر ما يستعمل الأمل قال: أرجو وآمل أن تدنو مودتها ومن عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: أملت الوصل ولا يقول: طمعت إلا إذا قرب منها فإن الطمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله. وقد يكون الأمل بمعنى الطمع. والرجاء بين الأمل والطمع فإن الراجي قد يخاف أن لا يحصل مأموله فلهذا يستعمل بمعنى الخوف.
فإن قوي الخوف استعمل استعمال الأمل وعليه بيت كعب وإلا استعمل بمعنى الطمع فأنا آمل وهو مأمول. وأملته تأميلا مبالغة وتكثير وهو أكثر استعمالا من المخفف. اه.
وفي المجلس الثامن والخمسين من أمالي ابن الشجري البغدادي أنه استفتي عن مسائل منها: هل يأمل ومأمول وما تصرف منها جائز فأجاب عنها أولا الحسن بن صافي المكنى أبا نزار المتلقب بملك النحاة بأن أمل يأمل لا يجوز لأن الفعل المضارع إذا كان على يفعل بضم العين كان بابه أن ماضيه على فعل بفتح العين وأمل لم أسمعه فعلا ماضيا.
فإن قيل: فقدر أن يأمل مضارع ولم يأت ماضيه كما أن يذر ويدع كذلك.
قلت: قد علم أن يذر ويدع على هذا القضية قد جاءا شاذين فلو كان معهما كلم أخرى شاذة لنقلت نقلهما ولم يجز أن لا تنقل.
وما سمعنا أن ذلك ملحق بما ذكرنا فلا يجوز يأمل ولا مأمول إلا أن يسمعني الثقة أمل خفيفة الميم. كتبه أبو نزار النحوي.