خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ١٥٦
إني رأيت في منامي سببا دلي من السماء إلى الأرض فمددت يدي لأتناوله ففاتني فأولته بالنبي الذي يبعث في هذا الزمان وني لا أدركه فمن أدركه منكم فليؤمن به.
فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم آمن بجير بن زهير وأقام كعب على الكفر والتشبيب بنساء المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن وقع كعب بن زهير في يدي لأقطعن لسانه.
وكتب كعب أبياتا أرسلها إلى بجير يوبخه على إسلامه فكتب بجير إلى كعب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمك فإن أسلمت ولقيته مسلما طمعت لك في النجاة وإلا فإني أحسبك لا تنجو فأسلم كعب وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده هذه القصيدة فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم وأجازه بردته الشريفة التي بيعت بالثمن الجزيل حتى بيعت في أيام المنصور الخليفة بمبلغ أربعين ألف درهم.
وبقيت في خزائن بني العباس إلى أن وصل المغول وجرى ما جرى. والله أعلم بحقيقة الحال.
وأنشد بعده الخفيف على
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»