خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٥٩
فيكون حق هو الخبر وعلى متعلقة به.
وقوله: أن لا يجوز في تأويل مبتدأ مؤخر والمعنى واجب على كل حكم بين الناس يؤتى لفصل الخصومات أن لا يجور في حكمه إذا قضى قضيته وحكم حكمه وهو يقصد ويعدل في قضاياه.
وهذا منه إرشاد للحاكم إلى العدل في الحكم وحث على النصفة. والحكم بفتحتين: وصف من حكمت بين القوم: فصلت بينهم فأنا حاكم وحكم بفتحتين. والحكم بالضم: القضاء وأصله المنع يقال: حكمت عليه إذا منعته من خلافه فلم يقدر على الخروج من ذلك.
والمأتي: اسم مفعول من أتيته يكون متعديا بنفسه ويجيء لازما يتعدى بإلى. وعلى الأول يكون اسم المفعول منه بدون إلى بلا حاجة إلى قول ابن الملا في شرح المغني: المأتي معناه المأتي) إليه فهو على الحذف والإيصال كقولهم المشترك.
وقضى: حكم. وقضية فعلية بمعنى مفعولة. وجار في حكمه أي: ظلم. والقصد: العدل يقال: قصد في الأمر من باب ضرب إذا توسط وطلب الأسد ولم يجاوز الحد.
والبيت من قصيدة عدتها تسعة عشر بيتا لأبي اللحام التغلبي أوردها أبو عمرو الشيباني في أشعار تغلب له وانتخبها أبو تمام فأورد منها خمسة أبيات في مختار أشعار القبائل وهذا أولها:
* عمرت وأطولت التفكر خاليا * وساءلت حتى كاد عمري ينفد * * فأضحت أمور الناس يغشين عالما * بما يتقى منها وما يتعمد * * جدير بأن لا أستكين ولا أرى * إذا الأمر ولى مدبرا أتبلد * على الحكم المأتي حق إذا قضى.............. البيت
(٥٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»