وذلك أن مارية ذات القرطين اللذين يضرب العرب بهما المثل هي أخت هند امرأة جحر والد امرئ القيس. فأكرمه وسأله النصرة على المنذر فاعتذر إليه وقال له: إني لست أقدر على المسير إلى العراق في هذا الوقت ولكني أسير معك إلى الملك قيصر فهو أقوى مني على ما سألت.
وكانت للحارث وفادة على الملك فأوفده معه. وهذا قبل أن يغزو المنذر بن ماء السماء إلى وقيل أن سبب ما هيج ما بين المنذر والحارث هذا الحرب إنما هو إجارة الحارث لامرىء القيس فتوجه معه امرؤ القيس إلى بلد الروم. وفي ذلك قال هذه القصيدة ذكر فيها استجارته وخلوصه إلى التوجه إلى بلد الروم: الطويل * سما لك شوق بعدما كان أقصرا * وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا * * فدعها وسل الهم عنها بجسرة * ذمول إذا صام النهار وهجرا * * عليها فتى لم تحمل الأرض مثله * أبر بميثاق وأوفى وأصبرا * * إذا قلت هذا صاحب قد رضيته * وقرت به العينان بدلت آخرا) * (كذلك جدي لا أصاحب صاحبا * من الناس إلا خانني وتغيرا * * تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت * على جمل بنا الركاب وأعفرا *