خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٦١
كان أبو اللحام خرج في ناس من بني تغلب فأغار على قرى من قرى السواد وأقام يجبيهم) ويأخذ منهم فبعث إليهم كسرى النخيرجان في خيل من الأساورة فهزم ذلك الجيش وأخذ أبا اللحام فحمله على بعير وعدله بفراش وهو مغلول فقال: انظروا إلى هذا الخبيث الذي جاء يغير على الملك وهو عدل فراش في الخفة ثم إنه نزل في ناحية الفرات على شاطئه الغربي فبعث خيله إلى العرب فلم يصب أحدا إلا قتله. وجعل مع أبي اللحام رجلا من أهل الحيرة عربيا كان من أعوانه يقال له: بريم في سلسلة شمال أبي اللحام بيمينه وهو يريد أن يقدم الحيرة ليصلبه بها فيراه من يقدم الحيرة من العرب.
فلقي رجلا نبطيا كان يعرفه في بعض السواد إلى جنب أجمة فأخذ منه دراهم فجعل إذا مشى ينطلق ببريم فيسقيه ويدهنه ويطعمه من تلك الدراهم.
فلما كان ذات ليلة أظلمت السماء بغيم ومطر وجعل يلح عليه بالشراب ثم جعلا يمشيان في الأجمة فتناول سيف بريم فاستله ثم ضرب السلسلة فقطعها ثم خرج إلى البرية فأتى رجلا من الأعراب من بكر بن وائل فأخبره الخبر وأخذ منه نجيبة فلحق بالشام.
وأنشد بعده: فنرجي ونكثر التأميلا
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»