خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٢٩
وبعده:
* بمختلف الأرواح بين سويقة * وأحدب كادت بعد عهدك تخلق * * أضرت بها النكباء كل عشية * ونفح الصبا والوابل المتبعق * * وقفت بها حتى تجلت عمايتي * ومل الوقوف الأرحبي المنوق * * وقال خليلي إن ذا لصبابة * ألا تزجر القلب اللجوج فيلحق * * تعز وإن كانت عليك كريمة * لعلك من أسباب بثنة تعتق * * فقلت له إن البعاد يشوقني * وبعض بعاد البين والنأي أشوق * روى صاحب الأغاني عن الهيثم أن جميلا طال مقامه بالشام ثم قدم وبلغ بثينة خبره فراسلته مع بعض نساء الحي تذكر شوقها إليه ووجدها به وواعدته لموضع يلتقيان فيه فصار إليها وحادثها طويلا وأخبرها بحاله بعدها وقد كان أهلها رصدوها فلما فقدوها تبعها أبوها وأخوها حتى هجما عليها فوثب جميل فسل سيفه وشد عليهما فاتقياه بالهرب وناشدته بثينة بالانصراف وقالت له: إن أقمت فضحتني ولعل الحي أن يلحقوك فأبى وقال: أنا مقيم وامضي أنت وليصنعوا ما أحبوا فلم تزل به تناشده حتى انصرف.) وقال في ذلك وقد هجوته مدة طويلة ولم تلقه هذه القصيدة وهي طويلة.
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»