متوجها. انتهى.
وقوله: بالماء اعتصاري قال أبو علي: موضع الجملة نصب بأنه خبر كنت والعائد إلى الاسم الياء في اعتصاري وكالغصان في موضع حال والعامل فيه كنت ولا يكون الخبر لأن الحال إذا تقدمت لم يعمل فيها معنى الفعل كما يعمل في الظرف إذا تقدمه.
ولا تكون الباء في قوله بالماء كالجار في قوله: إني لكما لمن الناصحين. ولكنه يتعلق بمحذوف في موضع خبر المبتدأ.
ألا ترى أنك لو قلت إني من الناصحين لكما لتعلقت اللام بالناصحين. ولو قلت: كنت وقوله: ولا يكون الخبر أي: لا يكون العامل في الحال الخبر وهو قوله بالماء الواقع خبرا لقوله اعتصاري. والجملة خبر كنت.
وزعم العيني أن قوله: كالغصان خبر كنت. ولم يذكر موقع الجملة التي بعده من الإعراب.
ويجوز على هذا أن تكون خبرا ثانيا.
وشرق فلان بريقه أو بالماء: إذا غص به ولم يقدر على بلعه وهو من باب تعب.
والغصان من غص فلان بالطعام غصصا من باب تعب ومن باب قتل لغة إذا لم يقدر على بلعه. والغصة: بالضم: ما غص به الإنسان من طعام أو غيظ على التشبيه به ويتعدى بالهمزة نحو: أغصصته به.
قال الجوهري: الاعتصار: أن يغص الإنسان بالطعام فيعتصر بالماء وهو أن يشربه قليلا قليلا ليسيغه. وأنشد هذا البيت.
وتحقيقه أن الاعتصار معناه: الالتجاء كما قاله أبو القاسم علي بن حمزة البصري