وأما الألف الخالصة فليس في الطوق أن ينطق بها بعد غير الفتحة الخالصة ففي سالم إذن فإذا جاز اجتماع ما فيه تغييران نحو سالم وسلاح مع قادم وصباح كان اجتماع ما فيه تغيير واحد مع ما لا تغيير فيه نحو: قيل واغزي وادعي مع قيل وبيع وحيينا واسقينا أحجى بالجواز فاعرف ذلك.
وإذا جاز اجتماع هذا الخلاف في المجرى وهو أغلظ حرمة وأمس مذمة من الحذو أعني اجتماع فتى مع عتا والروي التاء كان ذلك في الحذو أسهل. وأخف وأدون.
وقد كان يجب أن نودع هذا الموضع كتابنا في تفسير قوافي أبي الحسن لامتزاجه به ومماسته إياه لكنه لم يحضرنا حينئذ والخاطر أجول مما نذهب إليه وأشد ارتكاضا وذهابا في جهات النظر من أن يقف بك على انتهائه أو يمطيك ذروة أجواله وأقصائه. انتهى.
وقوله: إنا بني نهشل إلخ قال المبرد في الكامل: من قال: إنا بنو نهشل فقد خبرك وجعل بنو خبر إن. ومن قال: بني فإنما جعل الخبر إن تبتدر غاية إلخ. ونصب بني على فعل مضمر للاختصاص وهو أمدح.
وأكثر العرب ينشد: البسيط * إنا بني منقر قوم ذوو حسب * فينا سراة بني سعد وناديها * وكتب أبو الوليد الوقشي فيما كتبه على الكامل بعد بيت إنا بني منقر إلخ هذا وإن وافق الأول بوجه فإنه يخالفه بوجه أخص منه وأليق به في قانون النحو لأن هذا نصب على المدح والأول نصب على الاختصاص والمسمى مضارع النداء.