خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٢٦٠
الثالث: أن من تفضيلية لكنها متعلقة بأفعل آخر عاريا من اللام أي: بالأكثر أكثر منهم. فأكثر المنكر المحذوف بدل من الأكثر المعرف المذكور.
وإنما ضعفه بقوله: على ما قيل لما ذكره في باب البدل من أن النكرة إذا كانت بدل كل من معرفة يجب وصفها وليس هنا وصف.) هذا والرواية الصحيحة في هذا البيت كما رواه أبو زيد في نوادره وهي ثابتة في ديوانه ويدل عليها سياق الأبيات إنما هي: ولست بالأكثر منه أي: من عامر.
ولما وصلت إلى هنا رأيت شرح المنافرة التي بين علقمة وبين عامر بأبسط مما مر في أول شرح المقامات الحريرية للشريشي فلا بأس بإيراد قال: نافر: حاكم في النسب. وكانوا في الجاهلية إذا تنازع الرجلان في الشرف تنافرا إلى حكمائهم فيفضلون الأشرف. وسميت منافرة لأنهم كانوا يقولون عند المفاخرة: أنا أعز نفرا.
وأشهر منافرة في الجاهلية منافرة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب مع علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر حين قال له علقمة: الرياسة لجدي الأحوص وإنما صارت إلى عمك أبي براء من أجله وقد استسن عمك وقعد عنها فأنا أولى بها منك وإن شئت نافرتك.
فقال له عامر: قد شئت والله لأنا أشرف منك حسبا وأثبت نسبا وأطول قصبا.
فقال علقمة: أنافرك وإني لبر وإنك لفاجر وإني لولود وإنك لعاقر وإني لواف وإنك لغادر.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»