خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٢٥٩
وأفعل أقوى في العمل من ثلاثون. انتهى.
وزاد ابن يعيش في شرح المفصل قال: ويجوز أن يكون متعلقا بالأكثر على حد ما يتعلق به الظرف لا على حد: هو أفضل من زيد كأنه قال: ولست بالأكثر فيهم لأن أفعل بمعنى الفعل أظهر منه في ليس يدل على ذلك نصب الظرف في قوله: الطويل * فإنا رأينا العرض أحوج ساعة * إلى الصون من ريط يمان مسهم * ألا ترى أن الظرف هنا لا يتعلق إلا بأحوج وتعليق الظرف بليس ليس بالسهل لجريه مجرى الحروف. انتهى.
ولو جعل الظرف حالا من الضمير في أكثر لاستغنى عن هذا.
والأكثرون على أن من هنا للبيان. قال أبو حيان: من في البيت للبيان. لا للتفضيل والمفضل عليه معلوم من العهد. وبيان ذلك: أنك تقول لمخاطبك: زيد أفضل من عمرو ثم تقول له بعد ذلك: زيد الأفضل من تميم فمن هنا للبيان أي: إن زيدا الذي هو أفضل من عمرو هو من تميم. ولك أن تجمع بينهما فتقول: زيد أفضل من عمرو من تميم. انتهى.
وعلى هذا فالظرف حال لا غير.
وقال بعضهم: من هنا بمعنى في. ويتعلق بالأكثر. نقله شارح أبيات الموشح.
وهذا كله جواب واحد لإخراج من من التفضيل لا أجوبة متعددة كما زعم العيني. غاية ما في الباب الذاهبون إلى إخراجها من التفضيل اختلفوا في معناها.
الجواب الثاني: أن اللام زائدة ومن تفضيلية. وهذا الجواب لأبي زيد في نوادره.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»