خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٢٦١
فقال عامر: أنافرك إني أسمى منك سمة وأطول قمة وأحسن لمة وأجعد جمة وأبعد همة.
فقال علقمة: أنا جميل وأنت قبيح ولكن أنافرك إني أولى بالخيرات منك.
فخرجت أم عامر فقالت: نافره أيكما أولى بالخيرات. ففعلوا على أن جعلوا مائة من الإبل يعطيها الحكم الذي ينفر عليه صاحبه. فخرج علقمة ببني خالد بن جعفر وبني الأحوص وخرج عامر ببني مالك وقال: إنها المقارعة عن أحسابكم: فاشخصوا بمثل ما شخصوا به.
وقال لعمه أبي براء: فقال: سبني. فقال: كيف أسبك وأنت عمي فقال: وأنا لا أسب الأحوص وهو عمي ولم ينهض معه.
فجعلا منافرتهما إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية ثم إلى أبي جهل بن هشام فلم يقولا بينهما شيئا.
ثم رجعا إلى هرم بن قطبة بن سيار الفزاري فقال: نعم لأحكمن بينكما فأعطياني موثقا أطمئن به أن ترضيا بحكمي وتسلما لما قضيت بينكما.
ففعلا فأقاما عنده أياما. ثم أرسل إلى عامر فأتاه سرا فقال: قد كنت أحسب
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»