فأما اللائي فقد استعمل في المذكر قال:
* ألما تعجبي وتري بطيطا * من اللائين في الحقب الخوالي * ولو كان يختص بالمؤنث لم يجمع بالواو والنون. ويدل على تذكير اللائي أيضا قوله: من النفر اللائي الذين ألا ترى أنه جعله وصفا للنفر والنفر مذكر. وأما هم في البيت فإنه يرتفع بمضمر يفسره قعقعوا والشرط قعقعوا المتأخر والتقدير: إذا أظهرت المضمر الذي ارتفع عليه الضمير: إذا قعقعوا قعقعوا لأن الضمير يتصل بالفعل المضمر إذا أظهرته ولا يجوز أن يكون الشرط يهاب لأنه لا يجوز أن يفسر ما ارتفع عليه هم وإنما يفسره قوله قعقعوا. والتقدير: إذا قعقعوا حلقة الباب هاب اللئام دقها لأنهم ليسوا على ثقة من الإذن لهم كما يثق هؤلاء النفر الرؤساء بأنهم يؤذن لهم. فقعقعوا وإن كان مؤخرا في اللفظ فهو مقدم في التقدير بدلالة أنه لا يخلو من أن تجعل الشرط إذا يهاب أو إذا قعقعوا. فلا يجوز الأول لأنه لا يفسر ما ارتفع عليه كما يفسره قعقعوا. ألا ترى أنه مشتغل بظاهر وإذا كان كذلك لم يجز من جهة اللفظ إن لم يمتنع من جهة المعنى أن تقول: إذا هاب اللئام دق الحلقة دقها الكرام. فأما صلة الموصول بإذا مع أن الذين) يعنى بهم أعيان ولا يجوز الذي يوم الجمعة زيد كما يجوز الذي يوم الجمعة القتال فإن الكلام محمول على المعنى كأنه قال: الذين إن قعقعوا يهاب اللئام فلذلك جاز. وهذا يدل على جواز ما أجازه سيبويه من قوله: زيد إذا أتاني أضرب وأنه لا يكون بمنزلة زيد يوم الجمعة ولا زيد غدا. وعلى هذا قول أوس: