ويروى أيضا: إلا دو فلا ده أي: إن لم تعط الاثنين فلا تعط العشرة. انتهى. وهذه رواية غريبة شاذة وبها يخرج ده مما نحن فيه فإن لفظ دو بالفارسية الاثنان من العدد بدال مضمومة بعدها واو ساكنة ولفظ ده بمعنى العشرة في لغتهم بدال مفتوحة وهاء ساكنة. ثم قال الميداني: وقال المنذر: قالوا معناه: إلا هذه فلا هذه يعني أن الأصل إلا ذه فلا ذه بالذال المعجمة فعربت بالدال غير المعجمة كما في يهودا مبدلة من يهوذا. انتهى. أقول: هذا يقتضي أن تكون الكلمة عربية أبدلت ذالها المعجمة دالا مهملة لا أنها كانت أعجمية فعربت بما ذكر. فتأمل. والحاصل أن قولهم: إلا ده فلا ده قد اختلف في ضبط لفظه وشرح معناه وجميع الأقوال على أنها كلمة فارسية معربة. وقد أبى أبو محمد عبد الله الشهير بابن بر المقدسي أن تكون هذه الكلمة في هذا المثل غير عربية وذهب إلى أنها صفة مشبهة من الدهاء وهو الفطنة ورد على ملك النحاة في زعمه أنها أعجمية في الأصل بمعنى اسم الفعل. ولقد أجاد فيما أفاد وحقق مدعاه فوق المراد فلا بأس بنقل كلاميهما. قال أبو نزار الملقب بملك النحاة في مسائله التي سماها المسائل العشر المنبوذة بإتعاب الفكر إلى الحشر وتحدى بها في قصة يطول ذكرها: المسألة السابعة وهي مسألة سئلت عنها بغزنة لما دخلتها فبينت مشكلها للجماعة وأوضحتها.
(٣٦١)