خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٦٥
وقال المرزوقي في شرح الفصيح: قيل أنه لم يدع عليها بذلك وإنما هو كما يقال: قاتله الله ما أفرسه على وجه التعجب. وحكى بعض أهل اللغة أن مما يشهد لطريق التعجب في مثل هذا أن بعضهم عدل عن لفظ قاتل إلى قاتع فقال: قاتعه الله ما أشجعه ليزول المكروه من اللفظ كما لم يكن في المعنى. وأحسن مما ذكرناه أن يقال: أراد بالعينين رقيبيها وبالغر من أنيابها كرام ذويها وعشيرتها. والمعنى: أفناهم الله وأراهم المنكرات. فهو في الظاهر يشتمها وفي النية يشتم من يتأذى به فيها. ويقال: هم أنياب الخلافة للمدافعين عنها. وقيل أراد: بلغها الله أقصى غايات العمر حتى تبطل عواملها وحواسها.
فالدعاء على هذا لها لا عليها. انتهى. وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: قد تأوله قوم على أنه أراد بالعينين الرقيبين وبالأنياب سادة قومها الذين يحجبونها عنه ويمنعونه منها.
انتهى. وبثينة بالتصغير: محبوبة جميل العذري. والباء في بالقذى زائدة. قاله أبو حيان في تذكرته. والقذى: كل ما وقع في العينين من شيء يؤذيها كالتراب والعود ونحوهما. قال ثعلب في الفصيح: تقول: قذت عينه تقذي قذيا إذا ألقت القذى وقذيت تقذى قذى إذا صار فيها القذى. وأقذيتها إقذاء إذا ألقيت فيها القذى. وقذيتها تقذية إذا أخرجت منها القذى.
انتهى. وقوله: وفي الغر إلخ معطوف على قوله: في عيني وهو جمع أغر وغراء أراد: ورمى الله في أنيابها الحسان النقية البياض القوادح. فالباء زائدة أيضا. وأنياب: جمع ناب وهو السن.
وللإنسان أربع وثلاثون سنا: أربع ثنايا وهي مقدم الأسنان اثنتان من فوق واثنتان من تحت.) وأربع رباعيات. وأربعة نواجذ
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»