خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٢١
وسبب هذا الشعر أن الفرزدق قدم المدينة مستجيرا بسعيد بن العاصي من زياد ابن سمية فامتدح سعيدا ومروان عنده قاعد فقال:
* ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الأمر بالمكروه عالا * * قياما ينظرون إلى سعيد * كأنهم يرون به هلالا * فقال له مروان: قعودا يا غلام. فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلا قياما. فأغضب مروان: وكان معاوية يعادل بين مروان وبين سعيد فلما ولي مروان كتب للفرزدق كتابا إلى واليه بضريه أن يعاقبه إذا جاء وقال للفرزدق: إني قد كتبت لك بمائة دينار فلما أخذ الكتاب وانصرف * قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس * * ودع المدينة إنها مرهوبة * واعمد لمكة أو لبيت المقدس * ففطن الفرزدق وأجابه بهذه الأبيات فكان الفرزدق لا يقرب مروان في خلافته ولا عبد الملك ولا الوليد. وروي من طريق أخرى: أن مروان تقدم إلى الفرزدق أن لا يهجو أحدا وكتب إليه البيتين فأجابه الفرزدق بالأبيات. وقوله: فاجلس أي: اذهب إلى الجلس بفتح الجيم وسكون اللام وهو نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى نجدا. والحباء: العطاء. وجعل الرجاء للناقة وهو يريد نفسه.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»