خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٠٠
وقوله: جلد يحث إلخ أي: قوي العزم مجتهد فيما ينفع العشيرة من التآلف والاجتماع فهو يحث على ذلك ويدعو إليه إذا كره الظنون الاجتماع والتآلف لما يلزمه عند ذلك من المشاركة والمواساة بماله ونفسه.
والظنون: الذي لا يوثق بما عنده لما علم من قلة خيره. وجوامع الأمر: ما يجمع الناس في شأنهم. وقوله: ولأنت تفري إلخ هذا مثل ضربه. والخالق: الذي يقدر الأديم ويهيئه لأن يقطعه ويخرزه. والفري: القطع. والمعنى: إنك إذا تهيأت لأمر مضيت له وأنفذته ولم تعجز عنه وبعض القوم يقدر الأمر ويتهيأ له ثم لا يعزم عليه ولا يمضيه عجزا وضعف همة. قال ابن قتيبة في أدب الكتاب: فرى الأديم: قطعه على جهة الإصلاح وأفراه: قطعه على جهة الإفساد.
وقال ابن السيد: هذا قول جمهور اللغويين وقد وجدنا فرى مستعملا في القطع على جهة الإفساد قال الشاعر:
* فرى نائبات الدهر بيني وبينها * وصرف الليالي مثل ما فري البرد * وحكى أبو عبيد في الغريب المصنف عن الأصمعي: أفريت: شققت وفريت بمعنى وفريت إذا كنت تقطع للإصلاح. انتهى. وقوله: ولأنت أشجع إلخ تتجه: يواجه بعضهم بعضا في الحرب. والأجر ي جمع جرو مثل الجيم وهو ولد الأسد وغيره. وإنما جعل الليث ذا أولاد لأن ذلك أجرا له وأعدى على ما يريده لاحتياج أولاده إلى ما تتغذى به. وقوله: يصطاد أحدان إلخ جمع واحد والهمزة بدل من واو أي: يصطاد الرجال واحدا بعد الآخر فلا يزال عنده ما) يدخره لما بعد اليوم. ومثله في وصف جروي أسد:
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»