خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٤٥٢
والباء في قوله: بسود يجوز أن يتعلق بقوله: تموت صبابتي ويجوز أن يتعلق بجعلت إذا ارتفعت عهاد الهوى به. يريد جعلت العهاد تفعل ذلك بسبب نساء بهذه الصفات.
مخصرة الأوساط أي: دقيقة الخصور وقلائدهن تكتسب من التزين بهن إذا علقت عليهن أكثر مما يكتسبن منها إذا تحلين بها اه.
والأقرب أن تتعلق الباء في بسود بقوله: يعيدها وهو الأنسب من جهة المعنى.
وقال الخطيب التبريزي: وإنما جاز أن يجمع حمر وسود وغيرهما وإن ارتفع ما بعدها بها لأن هذه الجموع لها نظائر في الأسماء المفردة ولو كانت ما لا نظير له في الواحد لما جاز جمعه تقول: مررت برجال ظراف آباؤهم ولو قلت: برجال ظريفين آباؤهم لم يجز.
وقوله: يمنيننا يصف حسن مواعيدهن وتقريبهن أمر الوصال. حتى ترف قلوبنا أي: تهتز نشاطا وترتاح وتفرح. والخزامى بضم أوله والقصر: خيري البر. ورفيفها: اهتزازها.
والطل: أثر الندى في الأرض من المطر. وإنما جعل الطل يجود جودا لأنه يفعل في ري الخزامى ونعمتها ما يفعل الجود في نبات الأرض. يقال: رف يرف إذا اهتز نعمة ونضارة.
وقد أورد هذه الأبيات بأكثر من هذا مع بعض تغيير السيد المرتضى في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني قال: أنشدنا علي بن سليمان الأخفش قال: أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب للحسين بن مطير: الطويل * لقد كنت جلدا قبل أن يوقد الهوى * على كبدي نارا بطيئا خمودها * * ولو تركت نار الهوى لتضرمت * ولكن شوقا كل يوم يزيدها *
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»