الشاهد الثامن عشر بعد الأربعمائة * لعمري لأنت البيت أكرم أهله * وأقعد في أفيائه بالأصائل * على أن الكوفيين جوزوا أن يكون الاسم الجامد المعرف باللام موصولا كما قالوا في هذا: إن التقدير لأنت الذي أكرم أهله لكنه موصول غير مبهم كسائر الأسماء الموصولة. وعند البصريين اللام غير مقصود قصده والمضارع صفة له. وفيه أمور: الأول: كان ينبغي أن يقول: لأنت البيت الذي أكرم أهله فإن صنيعه يوهم أن البيت عند الكوفيين بمعنى الذي وهو باطل لم يقل به أحد وإنما الموصول مفهوم من اسم الجنس المعرف باللام إذا وقع بعده فعل أو ظرف أو مجرور.
الثاني: قوله لكنه موصول غير مبهم لم ينقله أحد عنهم ولو كان قولهم لما رد به البصريون عليهم كما يأتي.
الثالث: كون الجواب عند البصريين بجعل اللام للجنس والجملة المضارعية صفة للبيت غير منحصر فيه عندهم كما يأتي أيضا.
قال ابن الأنباري في مسائل الخلاف: ذهب الكوفيون إلى أن الاسم المعرف باللام يوصل كالذي واستدلوا بقوله: لعمري لأنت البيت أكرم أهله ورد البصريون عليهم بأنه لا يجوز ذلك لأن الاسم الظاهر يدل على معنى مخصوص في نفسه وليس كالذي لأنه لا يدل على معنى مخصوص إلا بصلة توضحه لأنه مبهم وإذا لم يكن في معناه فلا يجوز أن يقام مقامه.
وأما البيت المذكور فلا حجة لهم فيه من وجهين: أحدهما: أن يكون البيت خبر المبتدأ الذي هو أنت وأكرم خبرا آخر.
والثاني: أن يكون البيت مبهما لا يدل على معهود وأكر وصفا له فكأنه قال: