خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٤٥١
* وقد كنت أرجو أن تموت صبابتي * إذا قدمت أيامها وعهودها * * فقد جعلت في حبة القلب والحشا * عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها * بسود نواصيها................................... البيت * مخصرة الأوساط زانت عقودها * بأحسن مما زينتها عقودها * * يمنيننا حتى ترف قلوبنا * رفيف الخزامى بات طل يجودها * قال أمين الدين الطبرسي في شرح الحماسة تبعا للخطيب التبريزي: يقول: كنت حمولا لحوادث الزمان صبورا عليها حتى منيت بفراق الأحبة وكنت أرجو أن تسكن صبابتي وتنصرم إذا مال عليها الدهر وتقادمت أيامها أي: أيام الصبابة.
والعهود: جمع عهد وهو اللقاء ها هنا والعهاد: جمع عهد وهو المطر في أول السنة. وروي بالنصب والرفع فالنصب على أنه مفعول أول لجعلت وتولى بشوق في موضع المفعول الثاني ويعيدها صفة شوق.
ومعنى تولى: تمطر الولي والولي: المطرة الثانية بعد الوسمي أي: صيرت في حبة القلب وأحشائه أمطار الهوى تتجدد وتتبع بولي من الشوق يردها كما كانت.) والضمير في يعيدها يرجع إلى عهاد. يريد أن الشوق لا ينقضي. والرفع على أن يكون جعلت بمعنى طفقت وأقبلت فيكون غير متعد ويرتفع عهاد الهوى به.
ويروى: يولي بالياء. وبعيدها بالباء فاعل يولي أي: فقد طفقت أوائل هواها يمطر أبعدها بشوق يجددها.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»