خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٩٠
قال ابن جني: تأنى تمكث. والحزائق: جمع حزيق وهو الجماعة. وقال أبو اليمن الكندي: أي هذا الذي تشتكيه هو البين حتى لا مكث للجماعات في التفرق بل لها إسراع وعجلة.
ثم التفت إلى خطاب قلبه أي: أنت أيضا مع علقتك في الموجبة لقربك أنت مفارق.
وحتى في الموضعين ابتدائية. وأشار إليه ابن جني بقوله: معناه يفارقني كل واحد حتى أنت مفارقي كما قال الفرزدق: الطويل فيا عبجا حتى كليب تسبني أي: يسبني كل أحد حتى كليب تسبني.
قال ابن هشام في المغني: حتى الابتدائية حرف يبتدأ بعده الجمل أي: يستأنف. فيدخل على الجملة الاسمية والفعلية قال الفرزدق: فيا عجبا حتى كليب تسبني ولا بد من تقدير محذوف قبل حتى من هذا البيت يكون ما بعد حتى غاية له أي: فواعجبا يسبني الناس حتى كليب تسبني. اه.
قال الواحدي: ومعنى البيت: هو البين الذي فرق كل شيء حتى لا يتمهل ولا يتأنى الجماعات أن يتفرقوا إذا جرى حكم البين فيهم. ثم خاطب قلبه: وأنت أيضا على مالك من علائق القرب ممن أفارقه يعني: الأحبة إذا فارقوني ذهب القلب معهم ففارقني وفارقته.
اه.
وهذا البيت مطلع قصيدة لأبي الطيب المتنبي مدح بها الحسين بن إسحاق التنوخي.)
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»