خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٨٩
تمامه: ويا قلب حتى أنت ممن أفارق على أنه قد يخبر عن ضمير الأمر المستبهم تقديرا بالمفرد كما أخبر ب البين. هنا عن هو كأنه قيل: أي شيء وقع من المصائب فقال: هو البيت.
وقوله: حتى ما تأنى مبني على ما يفهم من استعظام أمر البين المستفاد من الضمير أي: ارتقي أمر البين في الصعوبة حتى لا تتأنى جماعات الإبل أيضا.
وفي هذا رد على الواحدي في زعمه أن هذا الضمير من قبيل ما فسر بجملة. وهذه عبارته: هو كناية عن البين يسمون ما كان من مثل هذا الإضمار على شريطة التفسير كقوله تعالى: قل هو اللضه أحد.
وقوله تعالى: فإنها لا تعمى الأبصار وقول الشاعر: هي النفس ما حملتها تتحمل ومثله كثير. اه.) وقال المبارك بن المستوفي في النظام: قال أبو القاسم عبد الواحد بن علي: يقول: الحق والشأن هو الفراق لا الاجتماع كأنه نظر فيه إلى قوله تعالى: الذي خلق الموت والحياة فقدم الموت لأن الانتهاء إليه والأمور بخواتمها.
وهذا تفسير بعيد من معنى البيت وتقدير ضمير الشأن بما قدره به يغاير ما قدره النحويون.
اه.
وتأنى أصله تتأنى بتاءين مضارع من التأني وهو التلبث والخزائق: جمع حزيق بالحاء المهملة قال صاحب القاموس: الحزيق والحزيقة والحزاقة: الجماعة والجمع الحزائق. والظاهر أنه بمعنى الجماعة مطلقا لا بمعنى جماعة الإبل كما صرح به الشارح. ويدل لما قلنا كلام شراحه.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»