خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٦
وقوله: كمنية جابر الخ هو في موضع المفعول المطلق أي: تمنى مزيد تمنيا كتمني جابر. والمنية بالضم: اسم للتمني وفي الأصل الشيء الذي يتمنى. وإنما قال: تمنى مزيد زيدا ولم يقل: تمناني مزيد للتهويل والتفخيم فإن زيدا قد اشتهر بالشجاعة فلو أتى بالضمير لفات هذا.
وجابر: رجل من غطفان تمنى أن يلقى زيدا حتى صبحه زيد فقالت له امرأته: كنت تتمنى زيدا فعندك فالتقيا فاختلفا طعنتين وهما دارعان فاندق رمح جابر ولم يغن شيئا وطعنه زيد برمح له كان على كعب من كعابه ضبة من حديد فانقلب ظهرا لبطن وانكسر ظهره فقالت امرأته وهي ترفعه منكسرا ظهره: كنت تتمنى زيدا فلاقيت أخا ثقة.
ومعنى البيتين أن مزيدا تمنى أن يلقى زيدا كما تمنى جابر وكلاهما لقي منه ما يكره.
* ألا أبلغ الأقياس قيس بن نوفل * وقيس بن أهبان وقيس بن جابر * قال: قيس بن جابر هو الذي يقول فيه زيد: كمنية جابر إذ قال ليتي فسماه باسم أبيه كما قال الآخر: الرجز يحملن عباس بن عبد المطلب وإنما يريد عبد الله بن عباس. انتهى.
وروى أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل: كمنية حائن بالنون أي: هالك والمراد به جابر المذكور.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»