خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٩
قال صاحب الصحاح: الفريضة ما فرض في السائمة من الصدقة يقال: أفرضت الماشية أي: وجبت فيها الفريضة وذلك إذا بلغت نصابا. يقول: أبلغا هذا الرجل الذي جاء لأخذ الصدقات تعال فإن لك عندنا السيف بدلا من الفرائض.
قال التبريزي: وهذا مأخوذ من المثل السائر: خذ من جذع ما أعطاك. وجذع: رجل أتاه * وإن لنا حمضا من الموت منقعا * وإنك مختل فهل أنت حامض * أي: وقولا له: إن لنا حمضا بفتح المهملة وهو من النبات ما له ملوحة ومرارة. والخلة بضم المعجمة: ما كان حلوا من النبات.
تقول العرب: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها ويقال: لحمها. ومنه قولهم للرجل إذا جاء متهددا: أنت مختل فتحمض المختل: الذي يرعى الخلة.
قال التبريزي: وما في البيت مثل يقول: قد مللت العافية والسلامة فهلم إلى الشر. والخلة مثل ضربه للحياة والحمض مثل ضربه للموت. يقول: إن ضاق صدرك من الحياة فأتين مصدقا فإني أقتلك. والمنقع بزنة اسم المفعول: الثابت. يقال: انقع له الشر حتى يسأم أي: أدمه.
* أظنك دون المال ذو جئت تبتغي * ستلقاك بيض للنفوس قوابض *
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»