خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٧
وفي البيت رد على يونس في زعمه أن الصفة إذا كانت للحال وجب نصبها على الحال فإن الرواية برفع مخالطه على الاتباع مع أنه للحال لا للاستقبال.
قال سيبويه: وأنشد غيره أي: غير ابن ميادة من العرب بيتا آخر فأجروه هذا المجرى وهو قوله:
((حمين العراقيب العصا وتركنه)) والعمل الذي لم يقع والواقع الثابت في هذا الباب سواء وهو القياس وقول العرب. انتهى.
وظهر من هذا أن قول الشارح المحقق: وأنشد غيره داخل تحت مقول قول سيبويه وإن كان ظاهر العبارة يوهم أن المنشد غير سيبويه.
وقوله أيضا: وليونس أن يحمل رفعه على الابتداء هو تخريج الأعلم في شرح أبيات الكتاب.
قال: ويجوز أن يكون رفعهما على الابتداء والخبر.) وقول ابن خلف ولم ينصب مخالطه على الحال لأن المخالطة فاعلها البهر ساقط وما المانع من كونه حينئذ حالا سببية والعراقيب والعصا مفعولان لحمين وتركنه معطوف على حمين بمعنى فارقنه. وجملة به نفس عال الخ حال من الهاء. والبهر بالضم: تتابع النفس من التعب.
يعني أنهن سرن سيرا شديدا ففتن الحادي فحمين عراقيبهن من ضربه بالعصا فأخذه البهر لشدة عدوه خلفهن. وقوله: حمين العراقيب جواب إذا في بيت قبله وهو:
* إذا اتزر الحادي الكميش وقومت * سوالفها الركبان والحلق الصفر * واتزر بمعنى لبس الإزار. والحادي: سائق الإبل. والكميش: السريع الماضي. وقد كمش بالضم كماشة فهو كمش وكميش. وقومت: عدلت. والسوالف: جمع سالفة وهي الإبل والخيل: الهادية أي: ما تقدم من العنق وهو مفعول مقدم والركبان فاعل مؤخر والحلق معطوف على
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»