الحديد وعسكر لا يرى طرفاه فرفع طيئ النار على أجأ فاجتمعوا فنحروا الجزر وعملوا من جلودها درقا وطعموا من لحومها.
فقلت: يا بني خيبري ويا معشر طيئ هو والله يومكم لبقاء الدهر أو لهلاك فإذا وقع النبل عندكم فقبح الله أجزع الفريقين فصاففناهم فرموا بالنبل ثم شددنا عليهم شدة رجل واحد فما كان إلا سيف أو سيفان حتى قتل الحريز وسرحان مولى قيس.
واستحر القتل في قيس لأنهم حاموا عن الحريز وكان يلي المعادن فقتل من قيس ثلاثمائة وانهزموا أقبح هزيمة وأسوأها فأتيت بأمية أسيرا فخليت سبيله وأتيت بجارية له فأحلقتها به إلى المدينة وناديت أن لا يتبعوا مدبرا ولا يجهزوا على جريح وإن الكتاب الذي كتبه مروان لفي أيدينا ما نحسن أن نقرأه وجدناه في متاعه حتى قرأه بعض فتياني فإذا فيه: اقتل واسب.
وبالله لو كنت علمت ما في الكتاب ما أفلت منهم صبي فكتب صاحب المدينة إلى مروان يخبره بما صنعت طيئ من قتل الحريز وسرحان وأسر أمية وقتل ابنه وما لقيت قيس ومن أجاب دعوته. فوجه مروان من عنده ابن رباح الغساني في عشرة آلاف فكتب ابن هبيرة إلى مروان بقتل ابن ضبارة وفصول قحطبة متوجها من الري.) فقال: ما تصنع بشغل عشرة آلاف في قتال أعراب طيئ فصرفهم إلى ابن هبيرة.
قال معدان: وكتبت إلى قحطبة وبعثت رسولا فوافقه بهمذان والجيش بنهاوند فكتب إلي يسدد رأيي ويصوب أمري ويخبر أنه لو قدم الكوفة بعث إلي جندا.
ثم كان من أمر قحطبة ما كان وقال أبو العباس السفاح فقدمت إليه في مائتي