خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٦
* وجدت بها وجد الذي ضل نضوه * بمكة يوما والرفاق نزول * * بغى ما بغى حتى أتى الليل دونه * وريح تعلى بالتراب جفول * * أتى صاحبيه بعدما ضل سعيه * بحيث تلاقت عامر وسلول * * فقال: احملا رحلي ورحليكما معا * فقالا له: كل السفاه تقول * * فقال: احملاني واتركا الرحل إنه * بمهلكة والعاقبات تدول * * فقالا: معاذ الله واستربعتهما * ورحليهما عيرانة وذمول * * شكا من خليليه الجفاء ونقده * إذا قام يستام الركاب قليل * * فباتت هموم النفس شتى يعدنه * كما عيد شلو بالعراء قتيل * * فبيناه يشري رحله قال قائل:
* لمن جمل رخو الملاط ذلول * * محلى بأطواق عتاق تزينه * أهلة جن بينهن فصول * * فهلل حينا ثم راح بنضوه * وقد حان من شمس النهار أفول * * فما تم قرن الشمس حتى أناخه * بقرن وللمستعجلات زليل * * فلما طوى الشخصين وازور منهما * ووطنه بالنقر وهو ذلول * * فقاما يجران الثياب كلاهما * لما قد أسرا بالخليل قبيل * وقد سلك العجير السلولي طريقة المخلب الهلالي وأدرج معاني قطعته في شعره فقال: الطويل * ألا قد أرى إن لم تكن أم خالد * بملك يدي أن البقاء قليل * * وأن ليس لي في سائر الناس رغبة * ولا منهم لي ما عداك خليل *
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»