خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٥٦
وأنشد بعده: وصاليات ككما يؤثفين لما تقدم قبله ومضى الكلام عليه مفصلا في الشاهد الخامس والثلاثين بعد المائة.
الشاهد التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة: الطويل * فأين إلى أين النجاء ببغلتي * أتاك أتاك اللاحقوك احبس احبس * على أن المستقبل يجوز تكريره بلا فصل. والظاهر أن المراد أنه من تكرير المفردات لا الجمل وهو الظاهر أيضا من كلام ابن جني في إعراب الحماسة قال: أول البيت توكيد الاستفهام وفي الثاني توكيد الخبر وفي آخره توكيد الأمر.
وقال ابن الشجري في أماليه: هذا البيت فيه تكرير ثلاث جمل أراد إلى أين تذهب إلى أين تذهب أتاك أتاك اللاحقوك احبس احبس وهذا يقوي ما ذهب إليه الكسائي من حذف الفاعل في باب إعمال الفعلين. ألآ تراه لو أضمر الفاعل. ولم يحذفه لقال: أتوك أتاك اللاحقوك أو أتاك أتوك. انتهى.
والصحيح أن الثلاثة من توكيد المفردات.
أما الأول فأين مجرورة بإلى المحذوفة المدلول عليها بالمذكورة وهو خبر مقدم وإلى أين توكيده والنجاء مبتدأ مؤخر وهو مصدر نجا ينجو نجاء إذا أسرع وسبق.
وزعم العيني أن إلى أين هو الخبر وأن أين ظرف لمحذوف أي: أين تذهب. وهذا غني عن وأما الثاني فإن اللاحقوك وهو جمع مذكر سالم مضاف للكاف وحذفت نونه للإضافة فاعل لأتاك الأول وأتاك الثاني تأكيد له. ولما كان الأول متصلا به ضمير المفعول اتصل بالثاني ليوافق الأول.
وقد اختلف النحويون في نحو قام قام زيد فقيل: زيد فاعل الأول فقط وأما
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»