خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٩
فقال له: قبحك الله لقد أشبهت خالك في الجفاء فبلغت عقيلا فرحل من البادية حتى دخل على عمر فقال له: أما وجدت لابن عمك شيئا تعيره به إلا خؤولتي قبح الله شركما خالا فقال عمر: إنك لأعرابي جاف أما لو كنت تقدمت إليك لأدبتك والله ما أراك تقرأ شيئا من كتاب الله.
فقال: بلى إني لأقرأ. ثم قرأ: إنا بعثنا نوحا إلى قومه فقال له عمر: ألم أقل إنك لا تقرأ فقال: ألم اقرأ فقال: إن الله قال: إنا أرسلنا نوحا. فقال عقيل: الطويل فجعل القوم يضحكون من عجرفته ويعجبون.
وروي أنه قرأ إذا زلزلت الأرض حتى بلغ آخرها فقدم ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) على: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال له عمر: إن الله تعالى قدم الخير وأنت قدمت الشر فأنشد البيت.
وأورده صاحب الكشاف في إذا زلزلت لهذه الحكاية. و هرشى بالفتح والقصر: ثنية في طريق مكة حرسهاالله قريبة من الجحفة يرى منها البحر.
وهذا مثل في التخيير. لاهرشى طريقان من سلك أيهما شاء أصاب. وضمير لهن للإبل.
والمعنى يا صاحبي سيرا في بطن هذه الثنية أو قفاها أي: أمامها أو خلفها فإن كلا جانيها طريق للإبل. كأنه ظن أن التقديم والتأخير في هذا المقام لا يضر وهو غفلة عن المزايا القرآنية.
وقدم عقيل المدينة فدخل المسجد وعليه خفان غليظان فجعل يضرب برجله فضحكوا منه فقال: ما يضحككم فقال له يحيى بن الحكم وكانت
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»