خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٥
تسكن إذا تحرك ما قبلها وتنصب إرادة الهاء كما قرئ: لكم دينكم ولي دين بنصب الياء وجزمها. فإذا سكن ما قبلها ردت إلى الفتح الذي كان لها فالياء من مصرخي ساكنة والياء بعدها من المتكلم ساكنة فحركت إلى حركة قد كانت لها. فهذا مطرد في الكلام.
وقد خفض الياء من مصرخي الأعمش ويحيى بن وثاب جميعا حدثني القاسم ابن معن عن الأعمش عن يحيى أنه خفض الياء ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى لإإنه قل من سلم منهم من الوهم ولعله ظن الباء من بمصرخي خافضة للحرف كله والياء من المتكلم خارجة من ذلك.
ومما نرى أنهم وهموا فيه قولهم: نولة ما تولى ونصله جهنم وظنوا والله أعلم أن الجزم في الهاء والهاء في موضع نصب وقد انجزم الفعل بسقوط الياء منه. ومما وهموا فيه قوله: وما تنزلت به الشياطون حدثني مندل بن علي العنزي عن الأعمش قال: كنت عند إبراهيم وطلحة بن مصرف يقرأ: قال لمن حوله ألا تستعمون بنصب اللام من حوله فقال لي إبراهيم: ما تزال تأتينا بحرف أشنع إنما هي: لمن حوله بخفض اللام. قال: قلت: لا إنما هي حوله فقال إبراهيم: يا طلحة كيف تقول قال: كما قلت.
قال الأعمش قلت: لحنتما لا أجالسكما اليوم. قال الفراء: وقد سمعت بعض العرب ينشد:
* قال لها: هل لك ياتا في * قالت له: ما أنت بالمرضي *
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»