خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٤
قلما خط رسومها. وقد حكى الكسائي عن العرب: هذا غلام والله زيد. وحكى أبو عبيدة سماعا عن العرب: إن الشاة لتجتر فتسمع صوت والله ربها. وإذا جاء هذا في الكلام ففي الشعر أولى.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا لا يحوز ذلك لأنالمضاف والمضاف إليه بمنزلة شيء واحد فلا يجوز أن يفصل بينهما. وإنما جاز الفصل بالظرف وحرف الجر كما قال ابن قميئة: وقال أبو حية النميري: الوافر) * كما خط الكتاب بكف يوما * يهودي يقارب أو يزيل * وقال ذو الرمة: كأن أصوات من إيغالهن بنا لآن الظرف وحرف الجر يتسع فيهما ما لا يتسع في غيرهما.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما قوله: فزججته بمزجة البيت فيروى لبض المدنيين المولدين فلا يكون فيه حجة. وأما سائر ما أنشدوه فهو مع قلته لا يعرف قائله فلا يجوز الاحتجاج به.
وأما ما حكاه الكسائي وأبو عبيدة فإنما جاء في اليمين لأنها تدخل في أحبارهم للتوكيد فكأنهم لما جازوا بها موضعها استدركوا ذلك بوضع اليمين حيث أدركوا من الكلام.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»